قال أحد التابعين : بينما أنا في طريقي إذ سمعت قائلاً يناجي : يا شفيق , يا رفيق , ارفق بنا , فطلبت الصوت فإذا بجارية متطالعة من قصر مشرف فقلت : أراكِ مسفرة بغير خمار ! فقالت : ما يصنع بالخمار وجه علاه الصفار ؟ قلت : ومما الصفار ؟ فقالت : من الخُمار , فقلت : ياجارية عساك تناولت من الشراب ؟ قالت : نعم شربت البارحة بكأس الود مسرورة , فأصبحت غداة صباحي هذا من شوقي مخمورة , قلت : أراكِ حكيمة , عظيني . قالت : عليك بالسكوت ولزوم خدمته في ظلم البيوت , حتى يتوهم الناس أنك مبهوت , وارض من الله بالقوت واستعد لليوم الذي ستموت , حتى يبنى لك بيت في الملكوت , أساسه من الزبرجد والياقوت .